الطموح وحـده لا يكفي

بقلم د. جاسم الياقوت



يرى المديرون التنفيذيون في كبرى الشركات أن تحقيق طموح الشباب يقع على عاتق الأسرة أولًا، والحكومة ثانيًا، مؤكدًا أن الطموح وحده لا يكفي للتغلب على كل الصعاب، موضحًا أن شباب اليوم يختلفون عن شباب الأمس، وقال: «شباب اليوم نشيط مثابر ومكافح ومفكر جيد» وأقول إذا كان ذلك مع الشباب فهو يسري أيضًا على كافة الأعمار وليس على الشبا فقط.. ونرى دائمًا أن الإنسان طموح بطبعه ولا يقف حدود طموحه على سن أو هدف. بل إن الإنسان في كافة الأعمار دائمًا ما يطمح إلى تحقيق ذاته وإثبات قدرته، ولا ينتهي من تحقيق نجاح إلا وينتقل لنجاح آخر يحاول تحقيقه. والطموح كالبيت يحتاج إلى أركان عديدة حتى يتمكّن الإنسان من بلوغ طموحه. من أول الأركان التي يجب على الإنسان إرساؤها هي التفكير السليم. والتفكير هو النظر إلى الأشياء بعين العقل. ويعني ذلك أن الإنسان عليه أن يدرك قدراته الذاتية أولًا قبل أن يقيم إذا كان هذا الطموح يناسبه أم لا.. فإذا لم يكن لدى الإنسان تلك القدرة على إنجاز طموحه، فإن ذلك يعني أنه يبدّد مجهوده ووقته ولن يصل إلى مراده وعليه التراجع عن ذلك الطموح. أما إذا توافرت لدى الإنسان القدرات المناسبة، فعليه بعد ذلك وضع خطواته من خلال التخطيط الجيّد، وألا ينسى البدائل لأن الإنسان دائمًا ما تواجهه عقبات يجب التغلب عليها، وأن تتوافر له بدائل لخطواته حتى يستطيع تجاوز تلك العقبات وفي ذلك نقول إنه لا مصيبة أشد من اليأس، والانهزام والاستلام فلا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس ولتعلم عزيزي القارئ أن النجاح واليأس لا يجتمعان. ومن القصص الشهيرة في عدم اليأس وجد شخص وظيفة في شركة (مايكروسوفت) فلما قدّم على تلك الوظيفة طلبوا منه التوقيع على العقد فقال: لا أجيد التوقيع فطرده المسؤول وقال له اذهب وبِع الطماطم إذًا. خرج الرجل من الشركة وهو يفكّر فما قاله المسؤول ووجد رجلًا يبيع الطماطم فسأله من أين تأتي بهذا الطماطم فأخبره الرجل بكل التفاصيل فبدأ بتجارة بيع الطماطم إلى أن أصبح من كبار تجار الطماطم في أمريكا وفي احد الأيام قرر أن يتبرع لدعم مشاريع خيرية وطلب منه التوقيع على شيك التبرع فقال: لو أنني اعرف أوقّع لكنت اليوم موظفًا صغيرًا في مايكروسوفت وعلى الإنسان أيضًا أن يدرك أن النجاح يأتي بالاجتهاد والمثابرة وأن كل مشروع ناجح من المشروعات المشهورة ما هي إلا فكرة بذل صاحبها في سبيلها الاجتهاد والمثابرة حتى تحققت. فمثلًا نجد أن فنادق شركة هيلتون العالمية قد كانت فكرة حيث ذهب شخص اسمه هيلتون في زيارة إلى مدينة تكساس الأمريكية وعندما وصل إليها لم يجد فندقًا يسكن فيه، ففكر في إنشاء فندق في تلك المدينة وجمع الأموال وإنشاء أول فندق هيلتون في العالم.. ومن ذلك الفندق بدأت سلسلة فنادق هيلتون العالمية.. يقول هيلتون: لووجدت فندقًا في مدينة تكساس ذلك اليوم لما وجدت سلسلة فنادق هيلتون وعلى المرء أن يدرك أنه لا يوجد من هو أفضل ومن هو أسوأ، بل يوجد فقط من هو في مكانه، ومن هو في مكان لا يناسبه. وكل إنسان لو وصل إلى المكان الذي يناسبه فسوف يبدع. لا يهم للطالب أن يلتحق بكلية من كليات القمة سواء كانت «طب» أو صيدلة أو هندسة، ولكن المهم أنك عندما تلتحق بهذه الكليات أن تصل إلى قمة إبداعك عليك أن تعلم أن هناك فاشلين كثيرين في كليات القمة، فما الفائدة أن تصل إلى القمة وتسقط من عليها. ويجب أن تعلم أن القمة هي المكان الذي تحب أن تصل إليه حيث إنه كلٌّ ميسّر لما خُلق له وفي كل الأحوال على الإنسان الرضا بما قسم الله له .. طالما أنه اجتهد وبذل قصارى جهده وأن يستمع إلى حسن الرأي والمشورة وأن يعرف دائمًا أن ما توفيقي إلا من عند الله  .


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دراسة ميدانية عن القطاعات السنية في كرة القدم

الأسباب المباشرة للعنف الـــرياضي

الأهلي القطري ( العميد ) مسيرة عطاء وتاريخ لن ينسى